الأربعاء، 21 يوليو 2010

رحلة إلى مركز الأرض .. ثلاثي الأبعاد Journey to the Center of the Earth 3D




(جول فيرن) .. حينما يطلق على العبقرية اسم ..

ذلك الكاتب الفرنسي الرائع الذي لم تفرز قريحة الأدباء مثيلا له حتى يومنا هذا ..

وروايته تلك التي خلبت لب كل من قرءها ، والتهم كلماتها كلمة كلمة ، كما يلتهم الجائع وجبة شهية تُذهب جوعه ولكنها لا تشبعه أبدا ، وإنما تزيده نهماً وشرهاً إلى المزيد والمزيد من أعمال ذلك الأديب الفريد .. أبو الخيال العملي في العالم أجمع ، وصاحب أشهر عناوين روائية تحولت في معظمها إلى أفلام سينمائية .. (من الأرض إلى القمر) ، (حول العالم في ثمانين يوماً) ، (عشرين ألف فرسخ تحت سطح البحر) .. لكن روايتنا هذه فاقتهم شهرة وحظاً وتتالى إنتاجها مرة تلو الأخرى في السينما العالمية ، وللشاشة الصغيرة أيضاً .. وآخر إنتاج لها كان هذا العمل ثلاثي الأبعاد ، في زمن بلغت فيه التكنولوجيا شأواً لم يدر بخلد أي ممن قرءوا الرواية الأصلية ، في أول صدور لها منذ قرن ونصف القرن تقريبا .. عام 1864 ميلادياً .

وهذا التقدم المذهل في مؤثرات الجرافيك هو ما أغرى شركة (الخط الجديد للسينما) New Line Cinema بإعادة إنتاج هذه التحفة الأدبية الخالدة مرة أخرى ، موكلة المهمة للمخرج Eric Brevig الذي بدوره لم يخيب ظن عشاق الرواية وعشاق (جول فيرن) فهو يعلم أنهم يعدون بالآلاف حول العالم وأخرج لهم فيلماً جميلاً يستحق مشاهدته أكثر من مرة .





القصة


القصة بالطبع ليست بحاجة إلي الإشادة ويكفي ما قلته عنها في المقدمة .. وكل من قراءها أو درسها يدرك ذلك .. ولكنها في الفيلم تمت معالجتها بطريقة تتناسب وروح العصر الذي نعيشه وإن لم تفقد متعة وجمال النص الأصلي للعمل .. فبالطل هنا البروفسير (تريفور) شاب في الثلاثينات يتمتع بالصحة والفتوة ولكنه يفتقد أخاه الأكبر (ماكس) الذي ذهب في رحلة استكشافية واختفى منذ عشر سنوات دون أن يدري عنه أحد شيئاً وندرك من أول مشهد في الفيلم أنه تعرض لحادث مؤسف ولكن ليس على سطح الأرض وإنما في باطنها !

وتأتي إليه زوجة أخيه الغائب لتترك عنده ابن أخيه الفتى (شون) في الثالثة عشرة من عمره ليقضى معه بضعة أيام ومن هنا تبدأ الرحلة ، حيث يكتشف كلاهما أن (ماكس) كان يقرأ رواية (جول فيرن) مقتنعا بصحة ما ورد فيها من أحداث ، وأنها ليست من بنات أفكار المؤلف وإنما قصها عليه شخص حقيقي ذهب بالفعل في رحلة إلى مركز الأرض .. وهذا برغم جنون الفكرة وأنها تبخس الكاتب الرائع حقه ، إلا أنها تضفي على الفيلم جواً شديداً من الإثارة ، يجعل المشاهد يتحفز وكله شغف للمشهد التالي .. ومن ثم ينطلق الفتى وعمه لتقصي حقيقة الأحداث ومعرفة ما حدث للأب الغائب .

في البداية ينطلقون إلي (أيسلندا) حيث يقابلان الفتاة الرقيقة (هانا) التي تعمل كمرشدة سياحية متخصصة في تسلق الجبال ، وكان والدها صديقاً لماكس ولكنه مات منذ ثلاثة أعوام .. وهكذا يكتمل الفريق ويبدأ الأبطال رحلتهم إلي المجهول .





الأبطال


وُفق المخرج في اختيار البطل الرئيسي للفيلم ليؤدي دوره الممثل الكوميدي Brendan Fraser بما أشتهر عنه من أداء دور المغامر الذي يجد نفسه دون إرادته ورغم أنفه محاصر بالخطر من كل جانب ، كما أداه بإتقان في ثلاثيته الشهيرة (المومياء) .. ونراه هنا يقدم لنا شخصية البروفسير (تريفور) فيقوم بإضفاء جو من الكوميديا والمرح المستتر في طيات الأحداث ، وتبدأ قصة الحب المعتادة بينه وبين الجميلة (هانا) ـ لعبت دورها الممثلة الشابة Anita Briem ـ تغزل خيوطها بسلاسة في مركز الأرض ، بينما يواجهان معا المخاطر الجمة واحدة تلو الأخرى وينجحا في التغلب عليها .

بينما الفتى (شون) ـ قام بدوره Josh Hutcherson ـ يتابع مشدوها طوال الوقت كل ما تقع عليه عيناه من عجائب باطن الأرض ويصاحبه عصفور جميل مضيء تعرف عليه فور أن هبطوا معا إلى المركز ويقوم بمساعدته حينما يتوه عن رفيقيه ليجد له الماء العذب ويرشده إلي طريق الصعود .





مؤثرات الجرافيك


كما نجحت مؤثرات الجرافيك ثلاثية الأبعاد إلي حد كبير في جذب انتباهي وجعلي مشدوداً للأحداث طوال مدة عرض الفيلم .. فمن هبوط الأبطال إلي مركز الأرض خلال أنبوب بركاني فائق العمق تبدأ الأحداث تتصاعد وتبدو كل الأشياء حقيقة .. غابة الفطر العملاق والعصافير المضيئة ذاتيا والسماء الوهمية من سحب الغاز البركاني تزين المشهد وتمنحه جمالا من نوع خاص ، ثم رحلتهم المدهشة في المحيط الباطني حيث تعترضهم الأسماك القافزة بشكلها المضحك والمخيف في آن واحد محاولة افتراسهم .. لكنها سرعان ما تصبح هي نفسها فريسة لكائنات عملاقة تطل عليهم من خلال الأمواج ، ويُفقد (شون) في هذه اللحظة ليتوتر الموقف أكثر وأكثر .. ويجزع عمه خشية أن يموت الفتى الصغير مثلما مات أبيه من قبل .





وفي واحدة من أبلغ المشاهد إثارة يطاردهم ديناصور عملاق من نوع (التيرانوصور) .. أو الفك الرهيب ، والذي يصفه العلماء بأنه أشرس كائن مفترس مشى على وجه الأرض .. ولكن المضحك هاهنا أنه يعيش في مركز الأرض .. ترى ما الذي دفعه للنزول هناك ؟! لا شك أنه خلاف مع المدام !





إن رواية الفيلم من جمالها تبدو جديدة في كل مرة يعاد فيها تقديمها .. ولا شك لدي أنها ستظل تقرأ وتصاغ في صورة أفلام سواء سينمائية أو تليفزيونية ما بقي للفن عشاقه وللأدب محبيه .. وفيلمنا هذا ثلاثي الأبعاد ليس نهاية المطاف ولكنه بالفعل صياغة ممتعة وجميلة .. وتستحق المشاهدة .


هناك تعليق واحد:

عزة بندق يقول...

وفي واحدة من أبلغ المشاهد إثارة يطاردهم ديناصور عملاق من نوع (التيرانوصور) .. أو الفك الرهيب ، والذي يصفه العلماء بأنه أشرس كائن مفترس مشى على وجه الأرض .. ولكن المضحك هاهنا أنه يعيش في مركز الأرض .. ترى ما الذي دفعه للنزول هناك ؟! لا شك أنه خلاف مع المدام !
--
ههه حتى الديناصورات لم يتم عتقها من فتك المدام !
--
مقال آخر جميل لفيلم و قصة جميلين وفعلا التقدم التكنولوجي بيلعب دور كبير في توصيل الفكرة بصورة أفضل من شأنها انها تحبب المشاهد و تجذبه للعمل اكتر و اكتر .
شكراً سفير الخيال
تحياتي :)